اسليدرمقالات واراء

تغريدة لماذا لا نحترم الكلمة ؟

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / دعاء الشاهد

الكلمة مجموعة من الحروف ، لكل حرف تأثيره و موسيقاه الخاصة به، فالكلمة ألحان يشدو بها قائلها، كما أن لها قوتها وسحرها و جاذبيتها ، فهى تزلزل القلوب ،” فالحياة ” بكل ما فيها عبارة عن كلمة، و”الإنسان ” بكل ما يحتويه من مشاعر كلمة ،”الحب” كلمة و”الكراهية” كلمة ،فالكلمة هى التعبير المادى عما يجول فى خواطرنا وما نشعر به فى دواخلنا ،الكلمة شرف و ميثاق وعهد، ومن يخن كلمته لا يخون الآخرين فقط بل يخون نفسه أيضا، ومن تجرد من كلمته كأنه يتجرد من إنسانيته ، فلماذا لا نعتنى بها ونصونها ولا نضعها إلا فى موضعها ؟

فهى لها مدلولها عن شخصية الإنسان ونشأته كما تعبر عن مبادئه و أخلاقه وثقافته ونجد تأثيرها عجيبا عندما تخرج إلى النور .

فمن يراعى كلمته عند خروجها إنسان راق حساس يهتم بمشاعر الآخرين، فكلمة واحدة تحيى و تبعث الأمل و التفاؤل، و أخرى تحطم و تميت و من الممكن أن تودى بحياة إنسان .

وهناك من يدعون المثالية و أنهم لا ينطقون إلا حقا و أن الصواب حليفهم دائما وكأنهم ليسوا بشرا مثلنا يصيبون ويخطئون؛ وكلماتهم عبارة عن رصاص يخترق الأجساد ويمزقها ولا يتركها إلا و أشلاؤها تتناثر فى كل مكان ، فعلى كل إنسان أن يكون على قدر ما ينطق من كلمات ، فالإنسان يرحل و يبقى أثر ما تفوه به.

فنحن جميعا نميل للكلمة الطيبة الرقيقة الصادقة العذبة التى لها تأثيرها فى الروح ، و التى تهدأ من قلق و توتر الإنسان و تؤسر النفوس وتملكها ، و تجلب البهجة وتشفى الصدور و تضمد الجراح .

إنها الكلمة التى لها تأثير السحر تنير الطريق بوميضها وتهدى الحائرين الكلمة لها حق علينا فيجب أن نختارها بعناية فائقة . ونتذوقها قبل أن تتحرك الشفاه لخروجها .

فالكلمة الطيبة أزهارها لا تذبل أبدا ، ويتطاير شذاها ليفوح ويعطر كل مكان .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى